تائب الى الله مدير عام
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 01/01/2011
| موضوع: خطب عن " ألفاظ خاطئة شائعة " الإثنين يناير 10, 2011 12:38 pm | |
| خطبة عن " ألفاظ خاطئة شائعة " ( 1 )
• أما بعد فيا أيها المسلمون : قال الله تعالى في كتابه : " يأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا و قولوا انظرنا و اسمعوا و للكافرين عذاب أليم " ثبت في صحيح البخاري 2552 ) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لا يقل أحدكم عبدي أمتي و ليقل فتاي و فتاتي وغلامي " . • أيها المسلمون عباد الله : إن المسلم محاسب على الأقوال التي يقولها و الألفاظ التي يتلفظها قال تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " . و هناك ألفاظ شاعت بين الناس يتحدثون بها و يكررونها على ألسنتهم مع أنها ألفاظ خاطئة بعضها يناقض العقيدة و التوحيد و بعضها يناقض الإخلاص مع الله و بعضها يناقض مراد كلام الله تعالى وبعضها يناقض الأدب والأخلاق و السلوك ! و إننا في هذا اليوم المبارك سننبه إلى جملة من هذه الألفاظ الشائعة على الألسن و المخالفة للكتاب والسنة .. من كان واقعاً فيها عليه أن يتوب و يستغفر الله على ما سلف .. و من لم يكن واقعاً فيها عليه الحذر منها و عليه أن يحذر غيره منها ممن حضر هذه الخطبة و ممن لم يحضر . • أيها الإخوة الكرام : سأردد الآن هذه الألفاظ المخالفة سرداً ثم سأتكلم عنها بالتفصيل حسب ما يتناسب مع المقام وحسب ما يسر الله تعالى لنا . • أيها المسلمون : هذه الألفاظ الشائعة هي : " الفتنة أشد من القتل " يعنون بالفتنة النميمة , و كذلك قول بعض الناس في دكاكينهم " ممنوع الدين و كلمة بعدين " , و كذلك قول بعض الناس " الله يلعن الشيطان " . وكذلك قول بعضهم " الزمن غدار " و كذلك قول بعض الأزواج لزوجته " قبح الله وجهك " وكذلك قول المرأة لأولادها وأبوهم عندهم جالس موجود " ما حصَّلتُ أدب " , و كذلك قول بعض الناس " ابتعد عن الشر و غنيله " وكذلك قول بعضهم " خسرت في الحج كذا و كذا " وكذلك قول البعض " دُفِن في مثواه الأخير " و ذلك إذا مات لهم ميت . • أيها الإخوة الأعزاء : أما قول بعض الناس إذا حصل أن هناك شخص نقل الكلام حتى يفتن بينهم قالوا له : " الفتنة أشد من القتل " وهذه آية في القرآن في سورة البقرة و كلام المفسرين يدور في تفسير هذه الآية على معنيين : الأول : أن معنى الفتنة أشد من القتل يعني " الشرك أشد من القتل " و هو كذلك فإن الشرك لا يغفره الله تعالى إذا مات صاحبه غير تائب بخلاف القتل , فالشرك أعظم من القتل : من يعبد صنماً أو وثناً أو يسجد لبقرة أو شمس هذا أشد من القتل . هذا المعنى الأول . أما المعنى الثاني للفتنة هنا يعني :الصد عن سبيل الله .. فقد كانت قريش تصد الناس و تعذبهم حتى تفتنهم عن دينهم و عن الدخول في الإسلام .. هذا أشد من القتل . هذا هو كلام المفسرين و يراجع تفسير القرطبي و ابن كثير و ابن جرير الطبري . و إذا كان تفسير الآية هو كذلك فإن ما يفسره بعض الناس للآية خطأ عظيم و بهتان مبين لأنه يفسر كلام ربه على خلاف ما نزل . فليست الفتنة هنا في الآية هي النميمة و الفتنة بين الناس . فكيف تكون النميمة أشد من القتل . صحيح أن النمام يعذب في قبره لكن لا يساوي هذا شيء عند جريمة القتل . القتل يقول الله فيه : " و من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذاباً عظيماً " حتى إنني لا أعلم آية في القرآن فيها الخلود في معصية إلا في معصية القتل مما يدل على خطورتها و عظم إثمها و كِبر جرمها و كثرة مفاسدها فأين ذهبت عقولنا ؟ كيف تكون الفتنة التي هي النميمة أشد من القتل . • أيها المسلمون : و من الألفاظ الخاطئة المنتشرة قول بعض الناس في دكاكينهم : " ممنوع الدين و كلمة بعدين " كيف تقول ممنوع الدين و الله أجازه و أباحه .. بل أطول آية في القرآن هي آية الدين . و لكن صاحب الدكان لا يقصد أن الدين حرام إنما يقصد أن الدين عنده ممنوع في محله و تجارته أي لا يبيع بالدين إنما يبيع بالنقد و لكن لأن الكلمة مربكة عليه أن يتحاشاها و ليكتب مثلاً : " ممنوع الدين هنا وكلمة بعدين " قال تعالى : " يأيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا و قولوا انظرنا و اسمعوا " لأن كلمة راعنا مربكة تحتمل الخير و الشر فمنعهم منها . • أيها المسلمون عباد الله : و من الألفاظ الشائعة الخاطئة قول بعض الناس " الله يلعن الشيطان " إذا وقع في خطأ أو سوَّل له الشيطان قال : " الله يلعن الشيطان " و أحياناً يقولونها إذا لم تأت الأمور على حسب ما يريدون . وهذا خطأ فإن الشيطان ملعون مطرود من رحمة الله سواء لعنته أو لم تلعنه قال تعالى : " فاخرج منها فإنك رجيم و إن عليك لعنتي إلى يوم الدين " . ثم إن الله علمنا و أرشدنا و دلنا على أن نقول كلمة أخرى أحسن منها نستفيد منها قال تعالى:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " . ما قال تعالى إذا نزغك الشيطان فالعنه ما قال هذا . كذلك جاء في مسند أحمد و هو عند أبي داود أن رجلاً كان وراء النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فعثر الحمار فقال الرجل : تعس الشيطان . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه و قال صرعته بقوتي فإذا قلت بسم الله تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب " . • أيها المسلمون عباد الله : و من الألفاظ الخاطئة قول بعض المغنين " الزمن غدار " و المغني هو واقع في معاصي و ذنوب من طرب و رقص وسماع أصوات رقيقة للنساء يغنين معه . لكن نحن نردد مع هذه الأغنية " الزمن غدار " و ما علمنا أن هذه سبَّة للدهر و الزمن و من سب الزمن فقد سب الله و في الحديث القدسي الصحيح أن الرسول قال : قال تعالى : "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر و أنا الدهر " أي و أنا خالق الدهر " بيدي الأمر أقلب الليل و النهار " وفقني الله و إياكم للتوفيق و السداد و الرشد و الرشاد . أقول ما سمعتم ......
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين و لا عدوان إلا على الظالمين . و أصلي و أسلم على النبي الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم . • أما بعد فيا أيها المسلمون : من الألفاظ الشائعة الخاطئة قول الزوج لزوجته " قبح الله وجهك " فإن هذا مخالف للأدب و مخالف للأخلاق والمعاملات . فالجهَّال يقولون لزوجاتهم " قبح الله وجهك " أو " قبحك الله " و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي " . فخير الناس من هو خير مع أهله , مع زوجته , مع أولاده . وهذه الكلمة "قبح الله وجهك " لا يمكن أن نقولها مع البعيد فكيف يتجرأ بعض الأزواج بقولها مع أقرب الناس إليه . ثم اعلموا أيها الآباء و أيها الأزواج أن هذا القول " قبح الله وجهك " حرام لما جاء في سنن أبي داود و حسنه النووي كما في كتاب رياض الصالحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عن حقوق الزوجة فقال : " أن تطعمها إذا طعمت و تكسوها إذا اكتسيت و لا تضرب الوجه و لا تقبح و لا تهجر إلا في البيت " . قال أبو داود و هو الذي أخرج الحديث قال : معنى " لا تقبح " أي لا تقل قبحكِ الله . و مثل ذلك إخواني أن يقول الواحد منا لزوجته يا قبيحة . و لهذا من الألفاظ الجميلة المؤدبة أن تنادي زوجتك فتقول " يا أم فلان " أو تناديها باسمها مراعاة لشعورها و مراعاة لكرامتها و إنسانيتها .و من قلة الأدب أن تنادي زوجتك فتقول " يا حُرْمه " أو تناديها فتقول " آي " . فانتبهوا أيها المسلمون لمثل هذه الأمور فإنها و إن كانت تبدو بسيطة لكنها تؤثر في المعاملات الإنسانية . و من الألفاظ الخاطئة و التي تولد مشاكل في بعض البيوت ما يصدر من بعض النساء تقول لأولادها إذا عملوا مشاكل أو مشاغبات تقول لهم " أنتم ما حصلتُ أدب " تقول هذا على مسمع من زوجها و هذا خطأ أن يصدر من المرأة لأن معناها أن الزوج ما يؤدب أولاده . و معلوم أن الزوج لو سمع هذا ربما صاح فوق زوجته و لربما حدثت سلسلة من المشاكل كان هذا مصدرها . ثم ننصح المرأة أنه لو كان الزوج مقصر في تأديب أولاده عليها أن تكلمه سراً بينه و بينها .. ثم عن على الزوجة أن تقدِّر زوجها و تحترمه فإنه جنتها و نارها إن أطاعت زوجها دخلت الجنة و إن عصته دخلت النار . فإن النساء يدخلن النار لأنهن يكفرن العشير أي يجحدن فضل الزوج . • أيها الإخوة الأعزاء : و أختم خطبتي هذه بلفظ شائع في الصحف و هو أنه إذا مات شخص كتبوا " انتقل إلى مثواه الأخير " و هذا خطأ لأن القبر ليس هو المثوى الأخير . المثوى الأخير إما الجنة و إما النار . كما قال تعالى : " و النار مثوىً لهم " أما القبر فقال الله فيه : " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " فسمى الدخول إلى القبر زيارة لأن وراء القبر بعث وحشر و صراط و ميزان و حساب . نسأله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا و يتجاوز عن سيئاتنا . فقول بعض الناس سواء في الصحف أو غيرها " دفن في مثواه الخير " غير صحيح لأن هذه اللفظة تعني أنه لا توجد قيامة و لا بعث و لا نشور و لا جنة و لا نار و معلوم أن صاحبها إن كان مسلماً فهو لا يقصد ذلك إحساناً بالظن بالمسلمين لكن عليهم أن يتجنبوا ذلك وأن يقولوا بدلاً منها " أنتقل إلى الله " – " انتقل إلى ربه و نرجوا له المغفرة . و صلـــوا و سلـــموا ..................
خطبة عن " ألفاظ خاطئة شائعة " ( 2 )
• أما بعد فيا أيها المسلمون : قال الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " و روى الإمام أحمد في مسنده و أبو داود في سننه من حديث حذيفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقولوا ما شاء الله و شاء فلان و لكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان " . و هذا الحديث قال فيه النووي في كتاب الأذكار " إسناده صحيح " . • أيها المسلمون الأفاضل : قد سبقت لنا خطبة في بعض الألفاظ الشائعة الخاطئة المخالفة لتعاليم الإسلام .و ها نحن في هذا اليوم مع ألفاظ جديدة تنتشر على الألسن - فيها من المخالفة ما فيها – و الإنسان إذا سمع الخطأ نفر منه وابتعد منه قدر الإمكان فإذا وقع في الخطأ تاب إلى الله و ندم و استغفر . وليس غرضنا حين نبين الألفاظ المخالفة أن نضيق على الناس كلا بل لا تجد لفظاً مخالفاً إلا و هناك البديل و لهذا الله تعالى يقول لما نهى المسلمين أن يقولوا " راعنا " أمرهم أن يقولوا " انظرنا " لأن الكلمة الأولى تحتمل الحق و الباطل , تحتمل الخير و الشر و الكلمة الثانية لا تحمل إلا الحق و الخير . و إن هدفنا إخواني التنبيه على الألفاظ المخالفة لأن المسلم محاسب على أقواله التي يقولها قال تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " . ثم إن الكلمة الواحدة قد تهلك الإنسان قد يُهلك الإنسان بكلمة قالها .. فالرجل الصالح الذي قال لأخيه العاصي " لا غفر الله لك " قال الله تعالى : " من ذا الذي يتألى عليَّ قد غفرت له وأحبطت عملك " هذا في صحيح مسلم و عند أبي داود من حديث أبي هريرة بعد أن ساق الحديث قال أبو هريرة : " تكلم بكلمة أوبقت دنياه و آخرته " كلمة – كلمة واحدة أهلكته في الدنيا و الآخرة . وهذا يدلك على خطورة الكلام و خطورة الألفاظ . • إخواني الأعزاء : من الأخطاء في الألفاظ قول بعض الناس " خسرت في الحج كذا و كذا " و هذا غير صحيح و لا ينبغي للمسلم أن يقول مثل هذه الألفاظ لأن ما أنفقته في الحج و لو مائتين ألف و لو أكثر لا يعتبر خسارة أبداً . و ما أنفقته في العمرة و لو مائة ألف لا يعتبر خسارة قال تعالى : " و ما أنفقتم من شيء فهو يخلفه و هو خير الرازقين " ما أنفقته في الحج نفقة في سبيل الله تؤجر عليها . و ما أنفقته في العمرة نفقة في سبيل الله تؤجر عليها فلا تقول هنا خسر بل ربح و نِعم التجارة مع الله يوم ترى حسناتك في الميزان . أين يقول الإنسان خسرت ؟ يقول خسرت إذا ضيع ماله في معصية في شرب خمور أو شراء مخدرات أو شراء دخان أو قات : أو انه أنفق ماله في شيء ما فيه فائدة . أما لو حجيت أو اعتمرت مهما كلفك من مبالغ فلا تندم عليها . - و من الألفاظ الدارجة على الألسن و يعتبر مثل عندنا قول بعض الناس : " ابتعد عن الشر و غنيله " كلمة " ابتعد عن الشر " عبارة صحيحة . من الشر " الزنا " قال تعالى : " و لا تقربوا الزنا " . من الشر " الغيبة " قال تعالى : " لا يغتب بعضكم بعضاً " . من الشر " إتيان المرأة في دبرها " قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ملعون من أتى امرأته في دبرها " . من الشر " السرقة "قال تعالى : " و السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " . لكن " غنيله " نغني لمن ؟ نغني للشر ؟ هل الشر سيئ أم حسن ؟هل الشر مذموم أو ممدوح ؟ و هل يغنى للمذموم و السيئ !! فتعدل العبارة و نقول : " ابتعد عن الشر ولا تغنيله ". - و من الألفاظ الخاطئة قول البعض " فلان بعيد عن الهداية " و هذا اللفظ قد يقوله الإنسان إذا رأى شخصاً مسرفاً على نفسه إما تارك لصلاة أو لا يصوم أو يفعل الفواحش أو شارب للخمر ثم نصحه عدة مرات و لكن ما استجاب فإذا ذكروه له في جلسة و قالوا " الله يهديه " قال : " هذا بعيد عن الهداية " و هذا لا يجوز لأنه داخل في التألي على الله . لأنه لا يجوز للإنسان أن يستبعد رحمة الله عن أحدٍ أبداً مهما عمل من ذنوب و معاصي وإجرام . بل مهما كفر و نافق و أشرك . فالرجل الذي قتل " 99 " شخصاً اهتدى و تاب و رجع إلى الواحد الوهاب . و خالد بن الوليد حارب الإسلام والمسلمين ثم اهتدى و صار سيفاً من سيوف الله . و لهذا الرجل الذي قال لأخيه العاصي " و الله لا يغفر لك " قال تعالى : " من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان قد غفرت له و أحبطت عملك ". فلا تستبعد الهداية عن أحدٍ أبداً مهما فعل و مهما عصى و كفر و عاند و فجر . فأحذركم إخواني أن تقولوا عن أي شخص " فلان بعيد عن الهداية " أو " فلان صعب يهتدي " أو ما أشبه ذلك من هذه العبارات . • أيها الإخوة الأعزاء : و من الألفاظ الشائعة الخاطئة المخالفة للعقيدة و التوحيد قول البعض " ما شاء الله و شئت " يقولك يا أبو فلان : " الأمر حسب ما شاء الله و شئت أو حسب مشيئة الله و مشيئتك " . و هذه الألفاظ منهي عنها كما سأذكر الحديث بعد قليل لكن هناك بديل و هو : 1) إما أن تقول حسب مشيئة الله ثم مشيئتك . 2) أو تفردها لحالها تقول " هذا حسب مشيئتك " هذا لا بأس به . روى أبو داود في كتاب الأدب حديثاً عن حذيفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقولوا ما شاء الله و شاء فلان و لكن قولوا ما شاء الله ثم فلان " لأن "ثم" في اللغة العربية لا تفيد المساواة و التشريك بخلاف الواو . الواو يفيد المساواة و معلوم أن مشيئة الإنسان ليست كمشيئة الله لأن مشيئة الإنسان مقيدة وداخلة تحت مشيئة الله قال تعالى : "وما تشاءون إلا أن يشاء الله " فالله خالق و الإنسان مخلوق . والخالق أعظم من المخلوق و لولا الله ما وجد المخلوق ولا صار و لا كان . فانتبهوا إخواني من مثل هذه الألفاظ المخالفة للعقيدة : و مثل هذه الألفاظ أن تقول لأخيك " أنا متوكل على الله و عليك " إذا أراد حاجة من أخيه يقول " متوكلين على الله و عليك " و هنا غلط إنما قل " متوكلين على الله ثم عليك " أو تقول " معتمدين عليك " . و مثل هذا أن تقول لأخيك : " هذا من فضل الله و فضلك يا فلان أو يا شيخ " لا تقل هذا و لكن قل : " هذا من فضل الله ثم فضلك " أو أفصلها و أفردها و قل : " هذا من فضلك يا أبو فلان ". فانتبهوا إخواني لمثل هذه الأمور و احذروا منها حتى لا نقع في الشرك الأصغر . نسأله تعالى أن يسدد أقوالنا و يحسن أعمالنا و يصلح أحوالنا إنه سميع مجيب . أقول ما تسمعــــون ......
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله .... • أما بعد فيا أيها المسلمون : و من هذه الألفاظ التي نحب ننبه أن عليها " لا حول الله " و هذه شائعة عند بعض النساء و هي ليس فيها معنىً قبيحاً و لا سيئاً لكن نبهنا إليها لأنها لفظة لا معنى لها و هم يريدون " لا حول و لا قوة إلا بالله " لكنهم يختصرونها في " لا حول الله " و هذا لا معنى لها لكن لو قلنا " لا حول إلا بالله " هذا صحيح . لا حول يعني لا تحويل و لا تغيير من حال إلى حال إلا بالله إلا بمعونة من الله و هكذا " لا قوة إلا بالله " لكن " لا حول الله " لا يظهر لها معنى و كون الإنسان يتجنبها أحسن و أولى ويستبدلها بقوله " لا حول إلا بالله " لكن لو استمر يقول "لا حول الله " لا شيء عليه لكن ذكرنا الأحسن . نعم لو قال " لا حول لله " فهذا خطأ عظيم و مخالف للتوحيد. • إخواني الأعزاء : و يشبه " لا حول الله " عبارة شائعة عند الناس و هي ليس لها معنى و هي قولهم إذا رأوا شيئاً كبيراً عظيماً قالوا "كما نالة الله " هذه ليس لها معنى . و لا نقول هذا حرام أو لا يجوز لأن حرام هذه تكون إذا كان اللفظ فيه معنى مخالف للعقيدة أو مخالف للأخلاق أو مما جاء عنه النهي في الكتاب أو السنة . لكن نقول الأفضل ترك ذلك . • أيها المسلمون : و من المخالفات في هذا الموضوع قول بعض الناس إذا قصَّر في طاعة أو وقع في معصية أو وقع في مخالفة شرعية وجئت أنكرت عليه أو جئت تنصحه يقول لك " الناس يفعلون كذا " أو " كل الناس يفعلون هكذا " .. و هذا القول ليس بحجة و لا دليل و لا برهان , قال الله الواحد المنان :"و إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " . و قال :" و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين ". نضرب أمثلة : تقول لبعض الناس اترك سماع الغناء فإنه يضرك في آخرتك و يؤثر على إيمانك ؟ يقول لك " الناس كلهم يسمعون" و هذا صحيح كثير من الناس مبتلين بهذا . لكن هذا ليس بحجة . الحجة ما قال الله و قال رسوله صلى الله عليه وسلم وقد ثبتت الأدلة الكثيرة من الكتاب و السنة على تحريم الغناء و ذمه و إذا كان الأمر كذلك فلا ينفع بعد ذلك قولنا " كل الناس يسمعون الأغاني " بل هذا القول يجعل صاحبه يزداد إثماً و سوءاً مثل ما تقول لشخص لماذا تأكل الحرام فيقول لك كل الناس يأكلون الحرام . فهذا أشد و أخطر و أعظم إثم و كان المفروض أن يقول : الله يهديني , اسألوا الله لي الهداية إنني مذنب ومقصر ادعوا لي بالهداية . نقول لمن هو مستمر في سماع الغناء إذا قيل له بطِّل سماع الغناء عليه أن يقول : اسألوا الله لي الهداية أدعوا لي بالهداية , اسألوا الله لي أن يجنبني الغناء و أن يهدي قلبي إلى القرآن و سماع القرآن . هذا واجبه و هذا خير له من أن يتمادى في الباطل ثم يقول " و كل الناس يفعلون ذلك " أساله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير و يجنبنا كل شر . و صلـــوا و سلمــوا
خطبة عن " ألفاظ خاطئة شائعة " ( 3 )
• أما بعد فيا أيها المسلمون : قال الله تعالى :" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " و عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يُلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات , و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم " . رواه البخاري في صحيحه . • أيها المسلمون عباد الله : إن موضوع هذه الخطبة حول مجموعة من الألفاظ الشائعة المخالفة للعقيدة أو المخالفة للشريعة .إن الأخطاء في هذه الألفاظ قسمان : قسم : " أخطاء مخالفة للغة العربية لكن المعنى لا يخالف العقيدة هذه لا بأس بها مادام الاعتقاد سليم وصحيح لكن الكلام كله و التنبيه حول القسم الثاني من الأخطاء و هي تلكم الأخطاء المخالفة للعقيدة المخالفة للإيمان المخالفة للتوحيد أو المخالفة للشريعة بحيث أن الإنسان يحاسب عليها و تكتب عليه سيئات .. من هنا وجب التنبيه و وجب التحذير منها و قد سبق في خطب التنبيه على شيء من هذه الألفاظ . و ها نحن اليوم مع ألفاظ جديدة منتشرة على ألسن الناس رجالاً كانوا أو نساءً . • أيها المسلمون الأكارم : و نبدأ معكم بلفظ منتشر عند بعض النسوان يبدو أنه من مخلفات الماضي .. تأتي امرأة إلى عند امرأة أخرى فتجدها تعاني من مرض أو من مصيبة نزلت بها أو أنها ما أنجبت أحداً من الأولاد فتقول لها " ما زاروش " تقصد ما زاروا بها عند قبر الولي فلان أو عند الحبيب فلان . معناه لو زاروش لذهب عنك المصائب و الأمراض و ما أشبه ذلك .. و هذا خطأ عظيم و مخالف لتعاليم التوحيد و الدين . فإن ما أصابها ليس بسبب ترك زيارة قبور الأولياء بل هو من عند الله تعالى بسبب ما كسب الإنسان من ذنوب و سيئات قال تعالى :" و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير " . أما زيارة قبور الأولياء و زيارة قبر الحبيب فلان من أجل التماس البركة أو من أجل دفع الضر كل هذا من أنواع الشرك التي يجب على الإنسان أن يحذر منها و يحذِّر منها . من الألفاظ إخواني المخالفة للشريعة أن بعض الناس يقول لك " أهلاً و سهلاً " عندما تُسلِّم عليه . تقول له "السلام عليكم " فيقول لك " أهلاً و سهلاً " و هذا قد نبهنا عليه كثيراً . لأن الواجب عليك إذا سمعت السلام أن تقول " و عليكم السلام " و هذا واجب بل أجمع العلماء على وجوبه فإذا تركه الإنسان و لم يرد أو قال "أهلاً وسهلاً " فإنه يأثم و تكتب في صحيفته سيئات لأن أهلاً و سهلاً ليست رداً بل هو نوع من البشاشة و الترحيب. نعم لو رددت السلام ثم قلت أهلاً و سهلاً لا حرج و لا بأس إنشاء الله .فوجب الحذر من هذا الفظ و تنبيه الناس عليه لأننا كما نخاف على أنفسنا فإننا كذلك نخاف على إخواننا مادام في مقدورنا أن ننبه و ننصح و نحذر. • أيها المسلمون عباد الله : و من الأخطاء هنا أن بعض الناس إذا وقع في الخطأ و نبهته عليه أو حذرته منه أو أنكرت عليه بادرك بقوله " إنما الأعمال بالنيات " و هذا حق لكن أريد بها تبرير عمل باطل . فتجده يصافح المرأة الأجنبية ثم يقول " العمدة على القلوب " أو " إنما الأعمال بالنيات " تجده يخلو بالمرأة الأجنبية ثم يقول " ما شي في القلوب " , أهم شيء سلامة القلب . تجده يأتي بألفاظ مخافة للتوحيد و مخالفة للعقيدة ثم إذا نبهوه قال " العمدة على القلوب " . صحيح العمدة على القلوب لكن ليس هذا هنا موضعها لأنك تستعملها في تبرير الخطأ - و جعل الخطأ صواباً وقلب الحرام مباحاً – و جعل الوقوع فيما نهى عنه الشارع حسناً . و هل نقول للمسلم أطلق لسانك كيف شئت و قل ما شئت مادامت نيتك حسنة و قصدك جميل و قلبك نظيف . نقول لمن فعل الخطأ و الذنب و المعصية م يقول " العمدة على القلوب " قد ارتكبت خطئين و ذنبين لو أنك قلت أخطأت و أذنبت و ادعوا لي بالهداية و التوفيق لكان أحسن و أفضل . - و يشبه ما سبق أن بعض الناس يترك الصلوات و لا يصلي فإذا نبهوه إخوانه أو أقاربه و خلانه قال :" الهداية بيد الله " أنظر كلمة حق أريد بها باطل أو أريد بها تبرير باطل . نعم الهداية بيد الله هذا حق لكن الهداية لها أسبابها كما أنك إذا مرضت ذهبت إلى الطبيب مع أن الشافي هو الله . فهل إذا مرضت ستجلس في بيتك و لا تستعمل شيء من العلاجات ثم ستقول الشفاء من الله ؟ و كذلك الرزاق هو الله . يرزقك الولد و البنات فهل نترك الزواج ثم نقول " الرازق هو الله " !! نسأله سبحانه السداد في القول و الرشاد في العمل .. أقول ما تسمعون ....
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم. • أما بعد فيا أيها المسلمون عباد الله : من الألفاظ الشائعة كذلك قول بعض الناس " لولا الله و فلان أنقذني لحصل كذا و كذا " و هذا اللفظ مخالف للتوحيد و العقيدة لأنك جعلت السبب المخلوق مساوي لخالق السبب و لهذا إذا أردت المخرج فأمامك طريقان : إما أن تقول :" لولا الله ثم فلان لوقعت في كذا , أو تقول : لولا فلان أنقذني لوقعت في كذا " .. لا بأس أن تقول : لولا فلان لوقعت في مشكلة , أو لولا فلان لغرقت لا بأس بهذا . الرسول صلى الله عليه وسلم قال في عمه أبو طالب : "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار " • أيها المسلمون عباد الله : يسأل بعض الناس حول كلمة "صدفة "إذا استعملها الإنسان هل تخالف العقيدة و الشرع أم لا ؟
و الجواب : أن كلمة صدفة لا بأس أن يستعملها الإنسان أن تقول : كنت أمشي في السوق و صدفة حصلت فلان , هذا لا بأس به و قد يظن البعض أنه يخالف العقيدة و هذا غير صحيح لأن الإنسان لا يعلم الغيب فقد يصادفه الشيء من غير ِشعور به و من غير توقعات له . فالصدفة و المصادفة بالنسبة للإنسان أمر طبيعي و ليس فيها محذور لكن بالنسبة لأفعال الله ليس هناك شيء اسمه صدفة أبداً لأن الله عالم الغيب كل شيء عنده معلوم و كل شيء عنده بمقدار . و لذلك الذين قالوا إن الكون خُلِق و وجد صدفة هم جهال سواء كانوا كافرين بالله أو معترفين بوجوده . ليس هناك صدفة بالنسبة لله أما بالنسبة للمخلوق فنعم و لهذا لا باس من استعمالها كما أفتى بذلك العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى . و صلـــوا و سلـــموا ...........
| |
|