تائب الى الله مدير عام
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 01/01/2011
| موضوع: خطبة عن مقويات الأخوة الإثنين يناير 10, 2011 12:29 pm | |
| خطبة عن مقويات الأخوة
• أما بعد فيا أيها المسلمون عباد الله : قال الله تعالى :" إنما المؤمنون أخوة " . و قال تعالى في الحديث القدسي : " و جبت محبتي للمتحابين فيَّ " . و قال عليه الصلاة و السلام في الحديث المشهور بين الناس :" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله و ذكر منهم : رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه " . • أيها الإخوة الكرام : إن موضوع خطبتنا هذه عن " الأخوة في الله " . إنه موضوع من المواضيع الحساسة الدقيقة التي ربما لا يوفق لها إلا القليل من الناس . نسأل الله أن يجعلنا منهم . إن " الأخوة في الله " من المواضيع التي يحبها الله تعالى لعباده المؤمنين فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً . المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى . لقد ذكر الله موضوع الأخوة في الله في سورة عظيمة سماها العلماء سورة الأخلاق و الآداب ألا و هي سورة "الحجرات " قال تعالى : إنما المؤمنون إخوة " أخبر سبحانه أن المؤمنين إخوة مادموا مؤمنين و كأنه قال " لا يكون المؤمنون إلا إخوة متحابين متآخين متآلفين . إذا كانوا مؤمنين على وجه الحقيقة و الكمال فلا يكونون إلا إخوة متحابين متوادين متآخين متآلفين . لا متقاطعين و لا متدابرين و لا متهاجرين و لا متنازعين . • و لهذا أيها الإخوة الأحبة الأكارم الأفاضل : إذا وجدت في المجتمع مسلمين متقاطعين متناحرين متباغضين فاعلم أن هذا بسبب ضعف الإيمان . ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديث عظيم يعتبره العلماء أصل من أصول الأدب يقول : " لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه مايحبه لنفسه " فلا يكون الإيمان كاملاً إلا بهذه المحبة .. فأين المسلمون من هذا الحديث ؟ و الحسد يقطع القلوب ويفكك دعائم الأخوة . • إخوة الإيمان : لا تظنوا أن موضوع الأخوة موضوعاً عادياً لا أجر فيه و لا ثواب بل هو موضوع يحبه الواحد الوهاب و جعله أعظم من أخوة النسب . فأخوك في النسب الذي من أمك و أبيك لا ينفعك يوم القيامة بل إذا رآك فر هارباً قال تعالى : " يوم يفر المرء من أخيه " بل " و أمه و أبيه " بل " وصاحبته و بنيه " فلا ينفعك بينما أخوك في الله , في الدين ينفعك قال تعالى : " الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا " استثنى هنا إلا من ؟ " إلا المتقين " . جميع الصداقات تلاشت و انتهت . الصداقة للرياضة انتهت – الصداقة للمال – للتجارة انتهت – صداقة الدنيا انتهت و بقيت أخوة الدين أخوة التقوى – أخوة من يتعلم لله – من يجلس لله – من يعطي كل واحد منهما لله – من يزور أخاه لله لا لغرض من أغراض الدنيا . هؤلاء يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله . • أيها المسلمون : الأخوة في الله معناها في كلمات مختصرات : تحبه لله لا لمصالح فردية – تزوره لله لا لمصلحة شخصية تعطيه لله لا لمصلحة دنيوية – تجلس معه لله لا لمصلحة حزبية – تبغضه لله لا لأنه ليس من حزبك أو من جماعتك . هذا من أوثق عرى الإيمان قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله " . • أيها الإخوة الكرام : و من المقدمة إلى صلب الموضوع : سأذكر لكم هنا المقويات التي تقوي الأخوة الإيمانية اسمعوها جيداً كي تعملوا بها و من كان عاملاً بها فليحمد الله على ذلك و من كان مقصراً يسأل الله الهداية والتوفيق . • أيها المسلمون : - من الأمور التي تقوي الأخوة في الله " الصلح بين المسلمين " قال تعالى : " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " فإذا سمعت عن شخصين متناحرين متقاطعين قمت و أصلحت بينهم ووفقت بينهم من يفعل هذا ومن يصلح بين الناس فقد قام بعمل عظيم يدل على أخوته و محبته للمسلمين . إن المجتمع المتحاب المتآخي هو المجتمع الذي تجد فيه المصلحين إذا رأوا أحداً خاصم أحداً أو هاجره سعى في الإصلاح بينهما و أنقذهما من النار فإن من هجر أخاه فترة تزيد على ثلاثة أيام – هجره أربعة أيام – خمسة أيام و ما فوق ثم جاءه الموت و هو هاجر لأخيه لا يكلمه – لا يسلم عليه إذا مر به في الطريق إذا مات و هو هاجره أكثر من ثلاثة أيام دخل النار . أخرج أبو داود بإسناد على شرط البخاري من حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار " . فماذا يكون أجر هذا المصلح ؟ إنه ثواب عظيم . لكن لما ضعفت الأخوة في الله و لا أحد يبالي بها ضعف الإصلاح بين الناس و كل واحد يقول نفسي نفسي ابتعد من الشر خليك حالك حال نفسك . - من المقويات المهمة للأخوة " إفشاء السلام " . انتشار السلام هنا و هناك دليل على المحبة و المودة و الأخوة . فإذا قابلت أخاك سلمت عليه خاصة إذا مررت بجانبه و هو جالس أو ماشي بل أكثر من هذا إذا قابلته سلمت عليه و إذا أردت أن تنصرف من عنده سلمت عليه بل أكثر من هذا إذا لقيته سلمت عليه ثم إذا كنتما تمشيان مع بعض و حالت بينكم دار أو شجرة أو سيارة فالتقيتم من جديد سلمت عليه .. الله أكبر دين عظيم و دين منظم و مرتب . أخرج أبو داود حديثاً و هو في السلسلة الصحيحة ) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه " . بل لو كنت التقيت بأخيك وسلمت عليه ثم ركبتما سيارة " تاكسي " فدخلت أنت من هذا الباب و دخل أخوك من الباب الثاني فإنك تسلم عليه كما يظهر تماماً من الحديث فما أعظمه من شرع و ما أروعها من أخوة إيمانية اجتماعية . أقـــول ما سمعتم ....
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين و لا عدوان إلا على الظالمين و أصلي .... • أما بعد فيا أيها المسلمون : من الأمور التي تقوي الأخوة في الله " الهدية " . لو أنك أعطيت شخصاً غير محتاج لو أعطيته 200 ريال لاعتبر ذلك إهانة فلو حوَّلتها إلى هدية فاشتريت له كتيباً صغير أو شيئاً آخر لأدخلت في قلبه السرور و الفرح و المودة والمحبة و في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تهادوا تحابوا " . و ليس المعنى أن المسلم يعطي هدية لكل الناس أو لكل من هو في " حافته " أو قريته هذا مستحيل و لا أحد يقول هذا إنما المعنى أن الأشخاص الذين تتعامل معهم أو قريبين منك تهدي لهم هدية و لو مرة واحدة و لو في المناسبات. - من الأمور التي تقوي الأخوة " الحضور إلى مجالس العلم " إن مجالس العلم مجالس روحانية , مجالس إيمانية تشعرك بأنك أنت و أخوك سواء , ربكما واحد , شرعكما واحد , نبيكما واحد , تتعلمان ديناً واحداً . هذه المجالس تقوي الأخوة بين الجالسين و الدارسين و بسبب هذه المجالس تزول الوحشة و تحل محلها الألفة و تزول البغضاء و تحل محلها الود و الوفاء . إنهم يعيشون في ظلال القرآن و تحت رحمة الرحيم الرحمن , و تحفهم ملائكة الرب المنان , و يذكرهم العليم العلام , و يجلسون فوق أجنحة ملائكة الرحمن فيشعرون بالود و الحنان و الألفة والرحمة و الإيمان . فلا يبتعد عنها إلا محروم أو مُعرِض مذموم . • أيها المسلمون أخوة الإيمان : هناك أمور أخرى تقوِّي أُخوَّتنا الإيمانية هي أداء الحقوق الستة و هي : رد السلام , و عيادة المريض , و إتباع الجنائز , و إجابة الدعوة , و تشميت العاطس , و النصيحة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم خمس ... " و ذكرها . و في رواية مسلم " و إذا استنصحك فانصح له " . لو أنك مررت بشخص و سلمت عليه و سمع سلامك و لم يرد عليك السلام سيكون شيء في بالك , لكن لو كان الناس يردون سلامك تشعر بالأخوة و المودة . كذلك أختم هذه الخطبة بأمر مهم في موضوع الأخوة ألا و هو " الدعاء " للمؤمنين و المؤمنات . إذا كنت تشعر بالأخوة تجاه إخوانك فإنك ستدعو لهم بأن يغفر الله لهم و يتجاوز عن سيئاتهم " اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات " . و صلـــوا ..............
| |
|