منتديات الاستاذ محمد بن صالح بن دمنان
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اهلا ومرحبا بك في منتدنا الغالي نرجوا منك ان تشرفنا في منتدنا بتسجيل فيه
منتديات الاستاذ محمد بن صالح بن دمنان
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اهلا ومرحبا بك في منتدنا الغالي نرجوا منك ان تشرفنا في منتدنا بتسجيل فيه
منتديات الاستاذ محمد بن صالح بن دمنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الاستاذ محمد بن صالح بن دمنان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته هذا المنتدى لإستاذ محمد بن صالح بن دمنان
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطب عن التحذير من آفات اللسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تائب الى الله
مدير عام
مدير عام



عدد المساهمات : 39
تاريخ التسجيل : 01/01/2011

خطب عن التحذير من آفات اللسان  Empty
مُساهمةموضوع: خطب عن التحذير من آفات اللسان    خطب عن التحذير من آفات اللسان  Icon_minitime1الإثنين يناير 10, 2011 12:52 pm

خطبة عن التحذير من آفات اللسان رقم ( 1 )


• أما بعد فيا أيها المسلمون :
قال الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " .
و قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " .
• أيها المسلمون عباد الله :
موضوعنا في هذا اليوم عن عضو من أعضاء الإنسان تكثر منه الزلات و تتعدد منه الآفات و تكثر منه الأخطاءات إنه عضو " اللسان " .
لا يعلم في الإنسان عضو تأتي منه المعاصي الكثيرة إلا هذا العضو و ربما يقاربه " عضو القلب " فاللسان له آفات كثيرة و لهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالصمت إلا إذا كان الكلام خيراً قال : " و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " .
و لهذا الإنسان لو استطاع أن يتحكم في لسانه فمنعه الشر كان بعيداً عن النار قريباً من الجنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال لمعاذ : " كف عليك هذا " و أشار إلى لسانه قال معاذ : و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك و هل يكبُّ الناسَ في النارِ على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " رواه الترمذي و قال : حديث حسن صحيح .
فالألسنة لها حصائد لأن الإنسان يزرع بلسانه الحسنات و السيئات ثم الحصاد يوم القيامة فإن زرعت بلسانك الحسنات كان حصادك الجنة و إن زرعت بلسانك السيئات كان حصادك النار .
• أيها المسلمون :
لأن اللسان له آفات كثيرة و تصدر منه ذنوباً عظيمة فقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم جائزة و ضمان لمن يحفظ لسانه و فرجه ففي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " من يضمن لي ما بين لَحيَيَهْ و ما بين رجليه أضمن له الجنة " .و سأذكر الآن بعض المعاصي التي تصدر من اللسان منها :
 الشرك بالله تعالى .
 و سب الرب .
 و سب الدين .
 و سب الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم .
 و القول على الله بغير علم .
 و شهادة الزور .
 و قذف المحصنات .
 و الكذب على الله .
 و الكذب على عباد الله .
 و الغيبة و النميمة .
و كل هذه ذنوب مصدرها اللسان و هي ذنوب عظيمة و معاصي كبيرة و أضيف ذنوباً أخرى منها:
 اللعن .
 السب و الشتم .
 اليمين الكاذبة .
 الفحش في القول .
 و السخرية .
إلى غير ذلك من آفات اللسان التي لا تُعد و لا تحصى .
و سنتكلم اليوم عن بعض آفات اللسان :
فمن آفات اللسان : القول على الله بغير علم . و قد حرم الله ذلك على المسلمين فقال : " إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير حق و أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً و أن تقولوا على الله ما لا تعلمون " .و من القول على الله بغير علم أن يفتي في المسائل الدينية و هو لا علم عنده أو يقول عن شيء حلال و هو حرام أو يقول حرام و هو حلال و هذا من القول على الله بغير علم و لهذا تسمع عن أناس لا علم عندهم إذا تكلموا في مسائل قالوا : لا يجوز أو قالوا يجوز رجماً بالغيب و الله يقول : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
- و من آفات اللسان " الكلام بالفحش و السب و اللعن و الشتم " إن بعضاً من الناس هداهم الله إلى سواء الصراط إذا غضب على أحد اعتاد أن يسبه أو يشتمه و لربما لعنه و بعض الناس يلعن الدواب كالغنمة و نحوها إذا استعصت عليه . و لهذا لما أن امرأة لعنت ناقة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ ما عليها و تركها و قال : " لا تصحبنا ناقة ملعونة " .
و الأشد من لعن الدواب لعن الإنسان و أشد حديث في اللعن ما جاء في الصحيحين و هو قوله عليه الصلاة والسلام : " لعن المؤمن كقتله " مما يدل أن اللعن من الكبائر و من الذنوب العظام .
و من آفات اللسان التي يقع فيها كثير من الناس " الغيبة و النميمة " و قد نص بعض العلماء أنهما من كبائر الذنوب خاصة غيبة العلماء . و الغيبة إذا وُجدت في المجتمع يدل على عدم الأخوة بين المسلمين لأن الغيبة معناها أن تتكلم على أخيك في غيابته بما يكرهه من الكلام و قد شبَّه الله الشخص الذي يغتاب أخاه شبهه بإنسان يأكل لحم الحيوانات الميتة و هذا منظر بشع و منظر مستقذرٌ " و لا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه " .
و معظم معاصينا و ذنوبنا في " الغيبة " و لهذا " من صمت نجا " كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم . و لم يمنع الله علينا الكلام لكن الكلام في الحرام حرام , و الكلام في الناس فيما يكرهونه حرام بنص القرآن وسنة سيد الأنام , و قد ورد حديث : " إياكم و الغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا . إن الرجل قد يزني و يتوب و يتوب الله عليه . و إن صاحب الغيبة لا يُغفَر له حتى يغفر له صاحبه " . هذا الحديث إذا صح فإنه يدل على أن الغيبة أخطر من الزنا مما جاء ذكره في الحديث فقط لأن التوبة من الغيبة أشد من التوبة من الزنا – و لكن هذا لا يعني أن الغيبة إثمها أعظم من الزنا – لأن الزنا قال الله فيه : " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة و ساء سبيلاً " و قال فيه : " و الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة " . فالزنا شيء عظيم و ذنب كبير فيه حد لكن التوبة من الغيبة ربما تكون أصعب لأنها تتعلق بحقوق الناس مما يدل على خطورة الغيبة , فعلى المسلم العاقل الذي يفكر في مصيره أن يحفظ لسانه من الغيبة و من الكلام في فلان و فلان فإذا رأى عند أخيه خطأً أو عيباً نصحه سراً فيما بينه و بينه ولا يشهر به بين الناس و يتكلم عليه في المجالس و المقاهي فإن هناك يوماً للحساب ربما تتآكل علينا الحسنات وتذهب إلى غيرنا و أما النميمة فهي شريكة للغيبة , و النمام يعذب في قبره كما أخبرنا بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام . فقد مر الرسول صلى الله عليه وسلم بقبرين يعذبان فقال : و ما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة بين الناس " . و الحديث صحيح متفق عليه . و كذلك الله يقول :" و لا تطع كل حلاف مهين . هماز مشاء بنميم ". فالنميمة من آفات اللسان , احذروها تفلحوا و احفظوا ألسنتكم و زنوا أقوالكم .
أقول ما تسمعـــون .......



الخطبة الثانية
الحمد لله ....
• أما بعد فيا أيها المسلمون :
و هنا تنبيهات متعلقة بالجنائز .
من هذه التنبيهات :
أن الواجب عند حفر القبور أن تحفر الحفرة للميت بمقدار ما يدفن الميت و يمنع خروج الرائحة و يمنع أن تأكله الحيوانات .
لكن السنة التعمق في القبر و توسيعه و تحسينه قدر الاستطاعة لأن التربة في بعض المناطق قد تكون قوية متماسكة.
أخرج النسائي من حديث هشام بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " احفروا و أوسعوا " . و في رواية أنه قال :" احفروا و أعمقوا و حسنوا " . و قد حده البعض بطول القامة و لكن إن قلَّ على هذا فلا حرج فإنه حسب القدرة والاستطاعة .
- و مما أردنا التنبيه إليه أن الأفضل عند حفر القبر " اللحد " و هو " أن تشق في قاع القبر من جهة القبلة تشق شقاً بمقدار ما يوضع الميت فيها " هذا هو اللحد و هو أفضل من الشق " .
ففي سنن أبي داود و غيره من حديث ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " اللحد لنا و الشق لغيرنا " قال الإمام النووي في كتابه المجموع : " أجمع العلماء أن الدفن في اللحد و في الشق جائزان لكن إن كانت الأرض صلبة لا ينهار ترابها فاللحد أفضل ... و إن كانت رخوة تنهار فالشق أفضل "
و فقنا الله إلى محبته و رضوانــــه
و صلــــــوا ....






خطبة عن آفات اللسان رقم ( 2 )


• أما بعد فيا أيها المسلمون :
قال الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " . و قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " .
• أيها المسلمون عباد الله :
لأن اللسان لها آفات كبيرة و كثيرة احتجنا أن نتكلم في آفات أخرى للسان . و من هذه الآفات "شهادة الزور " و هي آفة من آفات اللسان الخطيرة كما ستعلمون من هذه الخطبة . شهادة الزور جاء ذكرها في القرآن مقترناً بالشرك قال تعالى : " فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور".
و قول الزور معناه أنك تكذب تقول إن فلاناً طلق زوجته و أنت لم تحضر الجلسة و لا النزاع الذي دار و لا الخصومات التي حصلت إنما قال هكذا لأن أب المرأة صديقه و هو يريد أن يفرق بين الزوج و زوجته فقال له قل إنه طلقها فقال قول الزور ثم إذا دُعي إلى المحكمة شهد أمام القاضي أنه فلاناً طلق زوجته و هذه هي شهادة الزور .. و إذا كان الله حرم قول الزور فشهادة الزور أعظم و أشد .
و في الصحيحين من حديث أبي بُكرة قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالها ثلاث مرات " فقال الصحابة : " بلى يا رسول الله " قال :" الإشراك بالله و عقوق الوالدين و كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحدثهم و هو متكئ ثم جلس فقال : " ألا و قول الزور و شهادة الزور " فمازال يكررها حتى قالوا : ليته سكت " .
فانظر ثلاثة أمور عظيمة " الإشراك بالله و عقوق الوالدين و شهادة الزور " و شهادة الزور مصدرها اللسان لهذا قلنا إن اللسان عضو خطير أكثر ما يقع الإنسان في الذنوب بسبب اللسان . شهادة الزور من المعاصي الكبيرة بل هي من أكبر الكبائر . و جاء عند ابن ماجة و الحاكم و قال صحيح الإسناد من حديث ابن عمر أن الرسول قال: " لن تزول قدما شاهد زور يوم القيامة حتى تجب له النار " . والفرق بين قول الزور و شهادة الزور أن قول الزور معناه يقول الكذب من القول . و شهادة الزور يشهد زوراً و بهتاناً و كذباً و إفكاً . يشهد أن فلاناً هذه القطعة الأرض له يملكها يحدها من الشمال كذا و يحدها من الجنوب كذا و هو يعلم أن هذه القطعة ليست ملك فلان و إنما شهد أنها أرض فلان حتى يتحصل على الأموال , التي سيندم عليها في يوم لا بيع فيه و لا خلال . شهادة الزور هي الشهادة الكاذبة التي ليس لها أساس من الصحة . يشهد و هو ليس له علم , أو يعلم أن ما يقوله كذباً بعيداً عن الصحة و الواقع يدفعه إلى ذلك حب المال أو الطمع أو يدفعه الحمية لمناصرة صاحبه بالباطل لا يبالي بالعواقب و لا يبالي بالنتائج و لا يخاف من ربه سبحانه و تعالى الذي حذره في الكتاب : " و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً".
• عباد الله :
احذروا من شهادة الزور التي بواسطتها وقع الناس في الظلم و كم من أموال أخذت من أصحابها بسبب قول الزور و شهادة الزور .
فيا شاهد الزور لقد ظلمت نفسك و ظلمت غيرك و بعت دينك بدين غيرك . إن شاهد الزور من الذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون . شاهد الزور خائن يقلب بشهادته الحق باطلاً و الباطل حقاً .
يا شاهد الزور كم فرقت بين المرء و زوجته .
يا شاهد الزور كم منعت صاحب الحق من حقه .
يا شاهد الزور لقد غررت بالحكام و أفسدت الأحكام و ساعدت أهل الإجرام .
يا شاهد الزور كم ضيعت حقوقاً واضحة و أزهقت أرواحاً بريئة و كم خربت من بيوت عامرة .
يا شاهد الزور لقد أفسدت المجتمعات و أغضبت رب البريات .
إن شهادة الزور تغرر بالقضاة و المفتين و تفسد الدنيا و الدين .. فيجب على المسئولين و ولاة الأمور أن يعاقبوا شاهد الزور بالعقوبة الرادعة و أن يشهروا أمره للناس حتى يعرفوه و يحذروه .
و احذر يا شاهد الزور من سوء الخاتمة لأن من شهدت عليه زوراً قد ظلمته و المظلوم إذا دعا عليك فدعوته مستجابة و قد حصل من هذا شيء كثير ... نسأل الله العلي القدير أن يجنبنا المعاصي و الفتن و أن يعصمنا من الخلل و المحن .
أقول ما تسمعـــون ...




الخطبة الثانية
الحمد لله .........
• أما بعد فيا أيها المسلمون :
يسأل بعض الناس يقول : هل " المصطفى " من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب :
لقد ذكر العلماء للرسول صلى الله عليه وسلمأسماء كثيرة جداً و معلوم أن الشيء أو الشخص إذا صار عظيماً كثرت أسماؤه وتعددت أوصافه .. و لهذا ربنا سبحانه له أكثر من 99 اسماً لأنه سبحانه و تعالى عظيم كيف لا و هو الخالق سبحانه .
و لأن يوم القيامة يوم عظيم كثرت أسماؤه و تعددت أوصافه .
و هكذا رسولنا العظيم و نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه .
لقد ذكر العلماء لرسولنا صلى الله عليه وسلم أسماء كثيرة سأذكر هنا ما يقرب من واحد و عشرين اسماً بعضها مذكورة في أحاديث و بعضها مستنبطة من أوصافه عليه الصلاة و السلام .
فمن أسمائه : محمد و أحمد و الماحي و الحاشر و العاقب و المقفّي و نبي التوبة و نبي الرحمة و الشاهد و المصطفى والمبشّر و النذير و المتوكل و الفاتح و الضحوك و الصادق و الأمين و الرسول و النبي والقاسِم و الخاتم و الأمي . صلوات الله و سلامه عليه .
و صلــــوا .....



خطبة عن آفات اللسان رقم ( 3 )


• أما بعد فيا أيها المسلمون :
قال الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " و قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " .
• أيها المسلمون :
لكثرة آفات اللسان يحتاج الأمر إلى خطب كثيرة تحذيراً من هذه الزلات و تنبيهاً على هذه الآفات ..
و إن من آفات اللسان التي سيدور حولها الكلام " قذف المحصنات " . بعض الناس لا يراقب الله تعالى فيما يقول فتراه يتلفظ بألفاظ القذف على الناس فيقول عن المرأة العفيفة أنها زانية و يقول عن الرجل العفيف أنه زاني و هذا من آفات اللسان . و اعلم أن قذف الناس الأبرياء شيء خطير و لهذا الذي قال عن فلانة أنها زانية عليه أن يثبت ذلك و يحضر الدليل و البينة . و الدليل ليس شاهداً واحداً و لا شاهدان بل الدليل هو أن يحضر أربعة شهود أنهم رأوه يفعل الفاحشة الذي تحدث عنها , فإن لم يحضر الشهود الأربعة فحكمه في الشرع أن يجلد ثمانين جلدة قال تعالى : " و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة " و إنما جعل الله هذا الحد وهو حد القذف و رمي العفيفات و هن برءاء حماية للأعراض و دفعاً عن تهمة المقذوف و لأن اللسان إذا تعودت على هذه الكلمات الخطيرة انتشرت الفاحشة تبعاً لذلك . و سواء قال الرجل للرجل يا زاني , أو قالت المرأة للرجل أو قالت المرأة للمرأة ...
و ننبه هنا و نحذر مما يفعله بعض الفساق الذين يطلقون كلمات الفُحش و البذاءة و كلمات الفجور و الرذيلة بدون خجل أو حياء . و إن مثل هذه الكلمات الساقطة البذيئة التي يستحي الإنسان أن يذكرها في خطبة الجمعة مثل هذه الكلمات توجب حد القذف عند طائفة من أهل العلم أو توجب التعزير عند طائفة أخرى . فمن رمى أخاه أو رمى أي امرأة بكلمات الخناء و الفحش و البذاءة فإنه معرض للتعزير إما بالسجن أو بالضرب أو بنحوه مما يردعه من أن يقول مثل هذه الكلمات التي يستحي المسلم العاقل من ذكرها فضلاً من التلفظ بها و رميها للناس و هم برءاء . فتبين بهذا أن مثل هذه الكلمات الساقطة التي يتفوه بها الفسقة أنها من آفات اللسان الخطيرة .
• أيها المسلمون عباد الله :
و من آفات اللسان الاستهزاء و السخرية بالناس و تتبع عوراتهم و تلمس عثراتهم . قال تعالى : " يأيها الذين آمنوا
لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن " والسخرية بالناس من الأمور المحرمة مهما كان العيب عند صاحبك فالأعرج لا يجوز أن نسخر منه فلربما كان أحسن منا . والذي يتعتع في كلامه لا يجوز أن نسخر منه فلربما له مكانة عند الله أفضل منا ...
- و من آفات اللسان : فضول الكلام , و كثرة الكلام فيما لا يعني و لهذا قال عمر : من كثر كلامه كثر سقطه و من كثر سقطه كثرت ذنوبه و من كثرت ذنوبه كانت النار أولى به .
و قال بعضهم : " إنما الكلام أربعة : أن تذكر الله . و تقرأ القرآن . أو تسأل عن علم فتخبر به أو تتكلم فيما يعنيك من أمر دنياك " . فإذا كان لا يعنيك فخير لك السكوت . و جاء في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلمقال : " لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " فاللسان أيها الإخوة آفاته عظيمة وذنوبه جسيمة بل دائماً أكرر فأقول لا أعلم عضواً في الإنسان تصدر منه الذنوب الكثيرة كعضو اللسان و صدق الصادق المصدوق حين قال : " من يضمن لي ما بين لحييه و فخذيه أضمن له الجنة " .
و كثير من الناس قد يصبر فلا يفعل الحرام و لا يرتكب الغش أو الزنا أو السرقة لكن يصعب عليه أن يمسك لسانه لأن هذا العضو اعتاد على كثرة الكلام و اعتاد أن يتكلم من غير ضابط و لا ميزان . كان أبوبكر صلى الله عليه وسلم يمسك لسانه و يقول : " هذا الذي أوردني الموارد " . و كان ابن عباس يأخذ بلسانه و هو يقول : " ويحك قل خيراً تغنم أو اسكت تسلم و إلا فاعلم أنك ستندم " . و كان ابن مسعود " يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان " . وهذا الكلام الصادر من السلف لا يعني أن علينا أن نسكت دائماً فإن هذا خطأ آخر . لو سكت الإنسان باستمرار ربما أصيب بحالة نفسية و لربما أصيب بالكآبة أو نحو ذلك. فلا أحد يمنع الناس من الكلام و إنما التحذيرات منصبة إذا استعمل الإنسان لسانه في الحرام أو في الكلام الباطل و البهتان .
نسأله تعالى الهداية و التوفيق و الأمان و السداد .
أقــــول ................

الخطبة الثانية
الحمد لله ......
• أما بعد فيا أيها المسلمون :
يسأل بعض الناس حول قتل الكلاب هل يجوز لنا كمسلمين أن نقتل الكلاب أم لا ؟
و الجواب على هذه المسألة أن الأولى للإنسان أن يترك قتل الكلاب إلا الكلاب التي فيها مضرة مثل الكلب العقور فإنه يقتل أما غيره من الكلاب فالأولى للإنسان أن يبتعد عن قتلها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر في بداية الأمر بقتل الكلاب ثم قال كما في حديث عبدالله بن المغفل : " ما بالهم و بال الكلاب " جاء هذا في أحاديث رواها مسلم في صحيحه . فالأولى للإنسان أن يترك قتل الكلاب إلا الكلاب التي منها مضرة كالكلب العقور . و هكذا كل حيوان بل كل حشرة منها مضرة يجوز قتلها و لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الحيات كالثعابين و الأفعى فإنها تُقتل لأن منها أذية و مضرة و هكذا الفأر يعني الفئران " الجرذان " تقتل لأن منها مضرة و أذية فالفأر يتلف الطعام و ينشر في الخشب و يأكل البصل . فهو فاسد و مفسد و ربما إذا جاء للطعام ثم أكله الإنسان قبل غسله ربما أصيب بأمراض . وكذلك مما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها " الوزغ " التي نسميها نحن " الضَّفة " هذه جاءت فيها أحاديث ففي صحيح مسلم عن سعيد بن المسيِّب عن أم شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ بل أعطى جائزة لمن يقتلها في الضربة الأولى " له مائة حسنة " و إن قتلتها في الضربة الثانية فلك أقل من المائة الحسنة و هكذا يقل الثواب في الضربة الثالثة . روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مائة حسنة و في الثانية دون ذلك و في الثالثة دون ذلك " .
فعليكم بقتل الأوزاغ و لا ترحموها لأنها كانت تنفخ في النار على سيدنا لإبراهيم . كانت الحيوانات و الحشرات تطفئ النار على إبراهيم إلا الوزغ فإنه ينفخ لهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها و أعطى جوائز كما سمعتم .
أما الهر و هو " القط " فإنه لا يجوز قتله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم – كما جاء عند مسلم – قال : " عُذِّبت امرأة في هرة لم تُطعِمها و لم تسقها و لم تتركها تأكل من خشاش الأرض " لهذا النووي يبوِّب على الحديث و يقول : " باب تحريم قتل الهرة " . و لهذا الحذر من قتل الهرة لأن المرأة التي تسببت في موتها دخلت النار فكيف بمن يقتل الهرة . ولو افترضنا أنها أخذت الطعام أو سرقت الصيد فلا تقتلها .. نعم يمكنك إبعادها و طردها لكن لا تقتلها .
نسال الله تعالى الثبات عند الممات و أن يتوفانا و هو راضي عنا .
و صلــوا .......

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mdsb.rigala.net
 
خطب عن التحذير من آفات اللسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاستاذ محمد بن صالح بن دمنان  :: منتدى خاص الإستاذ محمد بن دمنان :: خطب الجمعة-
انتقل الى: