تائب الى الله مدير عام
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 01/01/2011
| موضوع: خطب عن " سورة ق " الإثنين يناير 10, 2011 12:43 pm | |
| خطبة عن " سورة ق " رقم ( 1 )
• أما بعد فيا أيها المسلمون : قال الله تعالى في كتابه :" ق و القرآن المجيد . بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب . ءإذا متنا و كنا تراباً ذلك رجع بعيد . قد علمنا ما تنقص الأرض منهم و عندنا كتاب حفيظ . بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج " . • أيها الإخوة الكرام : نحن اليوم مع سورة " ق " مع هذه السورة العظيمة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلميقرأ بها في الأعياد و في الجُمع و كان صلى الله عليه وسلم يخطب بها من على المنبر حتى إن بعض الصحابة حفظوها من كثرة ما يكررها ويرددها على مسامعهم .. فهذه السورة عظيمة و كل سور القرآن مهمة و سور عظيمة لكن السورة تزداد عظمتها من مواضيعها . فسورة " ق " فيها مواضيع مهمة و خطيرة . فبدايات السورة مع المكذبين الذين كذبوا محمد صلى الله عليه وسلم و كفروا به و تعجبوا أن جاءهم منذر و رسول منهم و قالوا هذا شيء عجيب " . ق والقرآن المجيد " قسم الله بالقرآن و أخبر أنه مجيد يعني عظيم ذو المجد و العظمة لأن القرآن كثير البركات كتاب عظيم مجيد فيه علوم الأولين و الآخرين فيه علوم الدنيا و لآخرة فيه قصص , فيه عبر, كتاب تشريع , كتاب عبادة , كتاب أخلاق فهو مجيد " ق و القرآن المجيد" " بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم " يتعجبون هؤلاء المكذبين و هؤلاء الكفار لما جاءهم رسول و منذر منهم من قبيلتهم يعرفون صدقه من كذبه و أمانته من خيانته يعرفون نسبه و أحواله و مع ذلك تعجبوا منه " فقال الكافرون هذا شيء عجيب " هل عجيب : من يدعو الناس إلى عبادة الله ؟ هل عجيب من يأمر بالأخلاق الحسنة ؟ هل عجيب من يقول للناس إن الذي خلقكم خلقكم للابتلاء و الحساب و إن هناك بعث و لقاء و حساب . لكنهم تعجبوا من القيامة و من البعث و الحساب فقالوا : " ءإذا متنا و كنا تراباً " هل إذا متنا و دفنا تحت التراب وتمزقت العظام و تفرقت وتناثرت هل نبعث مرة أخرى ؟ هل نحيا من جديد ؟ هل نرجع مرة أخرى " ذلك رجع بعيد " يستبعدون أن هناك يوم للقيامة ويوم للحساب . و الواقع أن هؤلاء قوم مكذبين بالحق فقد جاءهم الحق وجاءتهم البينات لكنهم في أمر مريج مختلط " بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج " . ثم ذكر سبحانه و تعالى في هذه السورة أنه يعلم ما تنقص الأرض من أجسادهم , فالأرض تأكل أجساد بني آدم تأكل من جسده شيئاً فشيئاً , تأكل لحمه ثم تنخر في عظامه و تأكل الأرض من الإنسان كل شيء إلا عظمة واحدة لا تأكلها و هي " عجب الذنب " و الله سبحانه يعلم ذلك " قد علمنا ما تنقص الأرض منهم و عندنا كتاب حفيظ " فإذا كان الله يعلم تفرق العظام و تناثرها فهو قادر سبحانه أن يعيدها و يرجعها مرة أخرى . فالأرض تأكل أجساد الناس و تنقص منهم شيئاً فشيئاً حتى تذهب العظام و تتلاشى إلا أجساد الأنبياء فإن الأرض لا تأكلها لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " و كذلك ما ذكرناه من عجب الذنب وهو العظم الصغير جداً الذي يكون في أسفل الظهر هذا لا تأكله الأرض أبداً . ففي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" ليس في الإنسان شيء إلا و يبلى إلا عظم واحد و هو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة "و في رواية عند مسلم :" كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب " . • أيها المسلمون الأعزاء : ثم يوجه الله الكفار و المكذبين و يوجه المسلمين المؤمنين الموحدين إلى ما خلق الله في هذا الكون من آيات من أرض و سموات وكيف زين الله السماء بالكواكب و النجوم و لا يمكن أن تجد فيها عيب ولا فروج . و خلق الله الأرض و سطحها و مدها سبحانه و جعل فيها جبالاً رواسي و أنبت في الأرض من كل صنف من الفواكه و النخيل أشياء بهيجة تسر الناظرين و تبهج المتأملين قال تعالى في هذه السورة العظيمة :" أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها و زيناها و ما لها من فروج . والأرض مددناه و ألقينا فيها رواسي و أنبتنا فيها من كل زوج بهيج " لماذا خلق الله كل هذا ؟ " تبصرة و ذكرى لكل عبد منيب " قال العلماء التبصرة مقابل الجهل و الذكرى مقابل الغفلة والنسيان . فالله تعالى يذكرنا في هذه السورة بآياته و مخلوقاته حتى لا نكون من الغافلين و حتى لا نكون من الجاهلين . ثم ذكَّرنا الله تعالى في هذه السورة بالماء الذي ينزل من السماء فيكون بسببه رزقاً للعباد و البهائم قال تعالى :"ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات و حبَّ الحصيد . و النخل باسقات لها طلع نضيد . رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج " وفقني الله و إياكم إلى محبته ورضوانه و جنبني الله و إياكم سخطه و انتقامه . أقول ما تسمعــون و .............
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين . • أما بعد فيا أيها المسلمون : ثم حذَّر الله في هذه السورة من كل مكذب بالحق و كل مكذب بالبعث و الرسل و أنه إذا كذَّب فإنه يستحق الوعيد و العذاب . مثلهُ مثل تلك الأمم من أمثال قوم نوح و أصحاب الرس و قوم ثمود و قوم عاد و قوم فرعون و قوم لوط و أصحاب الأيكة و قوم تبَّع لما كذبوا الرسل حق عليهم العذاب و الوعيد " كذبت قبلهم قومُ نوح وأصحاب الرس و ثمود . و عاد و فرعونُ و إخوانُ لوط . و أصحاب الأيكة و قوم تُبع كل كذَّب الرسل فحق وعيد " . و لماذا يكذبون بالبعث و القيامة و الحساب فإن الذي خلق الخلق الأول قادر على أن يخلقهم مرة أخرى . إذا ماتوا و دُفنوا في التراب " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد " . ثم ذكر سبحانه و تعالى في هذه السورة أنه خلق الإنسان و أنه سبحانه يعلم ما يدور في صدره و أن الله جعل ملائكة قريبين من الإنسان يطلعون على ما يفعل و يقول و أنه سبحانه جعل مع كل إنسان ملكين ملك عن يمينه و ملك عن شماله " إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد " الملك الذي على اليمين يكتب الحسنات والملك الذي على اليسار يكتب السيئات . فإذا فعل الإنسان حسنة جاء صاحب الحسنات و تلقاها و إذا فعل الإنسان سيئة جاء صاحب السيئات و تلقاها . " إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد " . " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " فما من كلمة تقولها إلا و هناك ملك " رقيب " حاضر " عتيد " مترقب منتظر لما تفعله . نسأله تعالى أن يحفظ قلوبنا و يثبت أقدامنا و يحفظ ألسنتنا اللهم آمين . و صلـــوا ..............
خطبة عن " سورة ق " رقم ( 2 )
• أما بعد فيا أيها المسلمون : قال الله تعالى في كتابه :" و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . و نفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ". و في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ". • أيها الإخوة الكرام : نحن اليوم مع آيات من سورة " ق " قال تعالى :" و جاءت سكرة الموت بالحق " هذه السكرة لا مفر للإنسان منها . إنها سكرة الموت لا سكرة الخمر و لا اللذة و لا الهوى , إنها سكرة يعاني منها الإنسان و لا حيلة له منها , إنها سكرة فراق الأهل , إنها سكرة فراق المال , إنها سكرة فراق الدار . إذا جاءت هذه السكرة فارق الإنسان ماله و فارق داره و فارق أولاده و فارق زوجته و فارق عمله ثم يتحدد له المصير إما أن يرى ملائكة الرحمة و إما أن يرى ملائكة العذاب . " و جاءت سكة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " لقد كان الإنسان في الدنيا يحيد من الموت , يفر من الموت إذا نزل به المرض سعى في طلب الشفاء , إذا نزل بداره حريق سعى في طلب النجاة . فالإنسان يهرب من الموت . لكن إذا نزل فلا مفر و لا حيدة " قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم " ثم إذا مات الناس جميعاً و بقي من بقي من الكفار في آخر الزمان و جاء وقت القيامة ينفخ إسرافيل في الصور ويقوم الناس من القبور و يقوم كل إنسان معه ملك يسوقه إلى المحشر و معه ملك يشهد عليه على ما عمل قال تعالى في هذه السورة :" و نفخ في الصور ذلك يوم الوعيد . و جاءت كل نفس معها سائق و شهيد . لقد كنت في غفلة من هذا " لأن كثير من الناس لا يفكرون في هذا اليوم و لا يعدون له بل هم في غفلة مع الدنيا مع الأموال مع الأولاد مع تتبع المباريات مع التنافس في هذه الدنيا " لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك " ارتفع غطاء الغفلة غطاء القلب " فبصرك اليوم حديد " يعني بصرك اليوم قوي يشاهد الملائكة يشاهد النار يشاهد الناس جميعاً يشاهد المواقف التي كان قد سمعها و هو في غفلة عنها لا يبالي بها لوجود الغطاء على القلب أما اليوم فيزال و يرفع هذا الغطاء لترى الأمور أمامك . • أيها المسلمون عباد الله : إعلموا أن الله تعالى جعل لكل إنسان قريناً من الملائكة و قريناً من الجن . في يوم القيامة و على أرض المحشر يتكلم القرينان أما القرين الملكي فقال " هذا ما لدي عتيد " يعني هذا الإنسان عمله عندي جاهز حاضر مُعد . كلها أعمال لا ترضي الله كفر بالله و عناد برسل الله و منع للخير و متعدي على أموال الناس و أعراضهم و شاك في أمور واضحة و مشرك بالله " و قال قرينه هذا ما لدي عتيد . ألقيا في جهنم كل كفار عنيد . مناع للخير مُعتد مريب . الذي جعل مع الله إلهاً آخر فألقياه في العذاب الشديد " . فلما يسمع الإنسان " ألقياه في العذاب الشديد" يقول و يدعي أن قرينه الجني هو الذي أغواه و أضله و صرفه عن الطرق المستقيم فيتكلم القرين الجني و يرد عليه " قال قرينه ربنا ما أطغيته و لكن كان في ضلال بعيد " صحيح وسوس له و زين له الباطل و زخرف له الدنيا ولكنه ليس له سلطان أجبره على المعاصي و الكفر و الفساد إنما العبد نفسه ضل باختياره و إرادته فلا تنفع هذه الخصومة و هذا الجدال " قال لا تختصموا لدي و قد قدَّمت إليكم بالوعيد . ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد " . و حينئذٍ يُقذف في جهنم جماعات و أفواج و أفواج ثم يقول الله تعالى لجهنم " هل امتلأتِ " فتقول " هل من مزيد " فإذا توافد الوفود إلى النار و بدأوا يتساقطون فيها يقول رب النار و هو أعلم " هل امتلأتِ " فتقول " هل من مزيد " تطلب الزيادة حتى يضع الرب قدمه عليها فينزوي بعضها إلى بعض ثم تقول النار " قطِ قطِ " كما جاء ذلك في الصحيحين . و في ذلك اليوم تُقرب الجنة للمتقين و يدخلها كل أوَّاب حفيظ . يدخل الجنة كل رجَّاع إلى الله كلما أذنب تاب و كلما قصَّر أناب . ثم هو فوق ذلك محافظ على أوامر الله قائماً بفرائض الله وفوق هذا أيضاً يخاف الله وحده ولا يبالي برضا الناس أو سخطهم " و أزلفت الجنة للمتقين غير بعيد . هذا ما توعدون لكل أوَّب حفيظ . من خشي الرحمن بالغيب و جاء بقلب منيب " . ثم يقال لهم عند دخول الجنة " ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود " ادخلوا سالمين من النقص , سالمين من العيوب , سالمين من المنغصات , سالمين من البول و الغائط و العرق والأمراض و كل المكدرات " . ذلك يوم الخلود "خلود في النعيم فلا خروج , وفوق هذا " لهم ما يشاءون فيها " كل ما يريدونه و يتمنوه من النعيم موجود في هذه الدار " و لدينا مزيد " . أقول ما تسمعـــــــون ....
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين .... • أما بعد فيا أيها المسلمون : قال تعالى :" و كم أهلكنا من قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشاً فنقبوا في البلاد هل من محيص " لقد عمَّروا وشيدوا و لكن ما استطاعوا أن يفروا من العذاب " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد " . ثم أخبرنا سبحانه في هذه السورة أنه خلق السموات و الأرض في ستة أيام و ما مسه سبحانه من تعب أو إعياء " و لقد خلقنا السموات و الأرض في ستة أيام و ما سنا من لغوب . فاصبر على ما يقولون و سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل الغروب " أمر الله هذه الأمة بالتسبيح قبل طلوع الشمس وقبل غروبها و يستمر ذكر الله بالليل و أدبار الصلوات " و من الليل فسبحه و أدبار السجود " ثم ختم سورة " ق " بما يكون في يوم القيامة من أهوال فقال : " و استمع يوم ينادِ المنادِ من مكان قريب " إسرافيل ينفخ في الصور النفخة الثانية و كأنه ينادي الناس للبعث و النشور و الحشر والحضور و هو ينفخ من مكان قريب يسمعه الجميع " يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج " يخرج الناس من القبور يحييهم ربهم فيرجعون إليه " يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً " في ذلك اليوم تزلزل الأرض و تشقق فيخرج الناس الذين دفنوا فيها يخرجون مسرعين لإجابة الداعي لا يتأخرون أبداً فيحشر الجميع ويقفون لربهم " ذلك حشر علينا يسير ".ثم حذرهم سبحانه و هم الآن في الدنيا من أن يقولوا القول الباطل أو يقولوا الكذب و الزور والافتراء " نحن أعلم بما يقولون " ثم ختم السورة بأن محمداً ليس عليهم بمسيطر و إنما مهمته البلاغ بالقرآن فيتذكــر من أراد الله له الهداية و يتذكر من يخاف عذاب الله و وعيده . "و ما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد".نسأله سبحانه أن يحفِّظنا هذه السورة و أن يفهمنا معانيها و يجعلنا من العالمين العاملين الصالحين المصلحين .وصلــــــــوا...
| |
|