تائب الى الله مدير عام
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 01/01/2011
| موضوع: خطبة عن " صلاة المريض " الإثنين يناير 10, 2011 12:39 pm | |
| خطبة عن " صلاة المريض "
• أما بعد فيا أيها المسلمون : قال الله تعالى : " و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا " . جاء في صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعمران بن حصين : " صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب " . • أيها المسلمون الأعزاء : قد حذّر العلماء من الموت على سوء خاتمة . و إن سوء الخاتمة لها أسباب كثيرة منها أن الإنسان إذا مرض ترك الصلاة و قال لنفسه : إذا شفاني الله من هذا المرض فسأقضي الصلاة .. هذا المريض المسكين يفتي لنفسه بنفسه ويضحك عليه الشيطان و يقول له : إذا شفاك الله أقض الصلاة و أنت بخير . و ما علم هذا المسكين أنه قد يموت من هذا المرض فيختم له بسوء خاتمة لأنه مات و هو عاصي تارك للصلاة و هذا من أسباب سوء الخاتمة بل هذا من فتنة الممات . نسأل الله تعالى أن يعيذنا و إياكم منها و أن يختم لنا و لكم و لوالدينا و لوالديكم بحسن الختام. • أيها الإخوة المؤمنون : موضوعنا في هذه الخطبة حول الأخطاءات الشائعة التي يرتكبها المرضى سواء كانوا في بيوتهم أو في المستشفيات . نذكر هنا بعض هذه الأخطاءات ثم سنفصل شيئاً ما في كيف يصلي المريض صلاته لأن المرض يأتي فجأة . فإذا كان المسلم غير مسلح بالعلم فإنه ربما وقع في أخطاءات كثيرة . • أيها الإخوة الكرام : من الأخطاءات التي يقع فيها بعض المرضى أن بعضهم إذا مرض قصر الصلاة فيصلي الظهر ركعتين ويصلي العصر ركعتين و يصلي العشاء ركعتين ظناً منه و اعتقاداً أن المريض يجوز له أن يقصر . ربما سمع من بعض العلماء أن المريض يجوز له أن يجمع بين الظهر و العصر أو بين المغرب و العشاء إذا احتاج إلى ذلك حسب حاله و حسب مرضه و حسب المشقة و الحاجة و هذا صحيح . يقول بعض العلماء يجوز للمريض إذا احتاج أن يجمع بين الصلوات كالظهر مع العصر تقديماً أو تأخيراً و المغرب مع العشاء تقديماً أو تأخيراً لكن لا نعلم أحداً من العلماء قال إن المريض يقصر الصلاة . لأن العلماء نصوا أنه لا يوجد سبب لقصر الصلاة إلا سبب واحد و هو السفر . إذا كنت مسافراً جاز لك القصر بل هو الأفضل أما لو كنت مريضاً فمهما كان مرضك لا يجوز أن تقصر الصلاة. و لذلك لو زرت مريضاً في البيت أو المستشفى و قلت له : كيف حالك ؟ كيف تصلي ؟ فقال لك : الحمد لله بخير لي أسبوع أقصر الصلاة . فقل له : أعد صلاتك . لا قصر إلا في السفر ليبلغ الحاضر منكم الغائب. - من الأخطاء التي يقع فيها المرضى أن بعض المرضى إذا كان ممدوداً على السرير لا يستطيع الجلوس و لا يستطيع القيام ظن أن الصلاة سقطت عنه لأنه يقول : كيف أتوضأ و كيف أصلي . و هذا خطأ فإن هذا المريض إذا كان لا يستطيع أن يتوضأ بالماء فإنه يتيمم بالتراب , فإن كان لا يستطيع أن يتيمم هو بنفسه فإن غيره من أهله و أقاربه ييممه و يصلي و لا تسقط عنه الصلاة . و أما كيف يصلي و هو مستلقي على الفراش ممدد فسأوضحه بإذن الله تعالى في هذه الخطبة . فالمريض مهما كان مرضه لا تسقط عنه الصلاة أبداً • إخواني : لقد عظَّم الله أمر الصلاة و أعلى شأنها و لهذا الصلاة هي العبادة الوحيدة التي فُرضت في السماء و لا نعلم عبادة كالصلاة فرضت في السماء . جميع العبادات فرضها الله على نبيه و هو في الأرض : الصوم , الزكاة , الجهاد , الحج . كل هذه العبادات فُرضت في الأرض ما عدا الصلاة مما يدل على عظمتها و أهميتها . الصوم قد يسقط عن المريض في حال مرضه و قد يسقط عنه بالكلية إذا كان مرضه من الأمراض المزمنة كأمراض الكلى و السرطان ويخرج فدية مقابل ذلك . أما الصلاة فلا تسقط أبداً . الزكاة تسقط عن الفقير . الحج يسقط عن غير المستطيع. الجهاد يسقط عن الأعمى والأعرج و المريض إلا الصلاة فإنها لا تسقط أبداً مهما كنت مستلقياً على ظهرك. مهما كان مرضك إلا إذا فقد المريض وعيه و حسه و عقله في هذه الحال تسقط . أما لو كان عقله ثابتاً و حسه موجوداً فإنها لا تسقط أبداً .بعض الناس كما ذكرنا في المقدمة يظن أن الصلاة تسقط في حال المرض ثم متى شفاه الله قضاها و هذا خطأ لأنه مادام عقلك ثابتاً فإنك تصلي و لا تترك الصلاة . • أيها المسلمون عباد الله : إذا مرض المسلم و كان قادراً أن يصلي و هو قائم وجب عليه أن يصلي و هو قائم و لو كان يصلي و هو مستند على جدار أو متكئ على سرير . فإن كان هذا المريض لا يستطيع أن يصلي و هو قائم وجب عليه أن يصلي وهو جالس . ثبت في صحيح البخاري أن الرسول قال لعمران بن حُصين : " صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً " معناه لو كنت لا تستطيع أن تصلي و أنت قائم صل و أنت جالس . و هذا من التيسير في هذا الدين العظيم . و إذا صليت جالساً فإني أنبهك إلى بعض الأمور ستسمعها بإذن الله تعالى في الخطبة الثانية . أقول ما تسمعون ...
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على ..... • أما بعد فيا أيها المسلمون : إذا اضطر الإنسان أن يصلي جالساً لكونه لا يستطيع أن يصلي و هو قائم فلينتبه إلى بعض النبيهات : - منها أنه يجلس الجلسة التي تُريحه و الجلسة التي يرتاح إليها لكن إن كان يستطيع فإن الأفضل أن يجلس جلسة التربع إلا في حال التشهد . أخرج النسائي و ابن خزيمة و ابن حبان و غيرهم و صحح الحديث كل من الحاكم وابن خزيمة و ابن حبان و الألباني و قال شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط الصحيح من حديث عائشة قالت : " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعاً " أي و هو مريض . وجلسة التربع معناها " أن المريض يجلس على إليتيه و يكف ساقيه إلى فخذيه " . فإذا كان لا يستطيع أن يجلس هذه الجلسة فليجلس الجلسة التي تريحه . - من التنبيهات هنا أيضاً أن هذا المريض الذي يصلي جالساً إن كان يستطيع أن يسجد على الأرض وجب عليه أن يسجد على الأرض . فإن كان لا يستطيع أن يسجد على الأرض سجد بالإيماء . يركع بالإيماء و يسجد بالإيماء لكن يجعل ركوعه أخفض من سجوده بالإيماء معناه يومئ و يخفض رأسه حال الركوع و السجود .إذا ركع خفض رأسه هذا ركوع ثم يرفع رأسه يقول سمع الله لمن حمده ثم يخفض رأسه أكثر مما فعل في الركوع . بعض المرضى إذا رأى نفسه أنه لا يستطيع أن يسجد على الأرض أحضر " مخدة " وسادة و جعلها أمامه لكي يسجد عليها و هذا مخالف لما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى و صحح الحديث أبوحاتم كما في التلخيص اليسير و أشار الحافظ ابن حجر أنه حديث مرفوع . و صححه مرفوعاً الألباني كما في تمام المنة و للحديث طرق و شواهد في هذا الحديث أن الرسول زار مريضاً فرآه يصلي على وسادة فرمى بها و قال : " صل على الأرض إن استطعت و إلا فأومئ إيماءً و اجعل سجودك أخفض من ركوعك ". • أيها المسلمون عباد الله : فإذا كان المريض لا يستطيع أن يصلي جالساً فإنه يصلي على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة . فإن كان لا يستطيع فليصل على جنبه الأيسر . فإذا كان لا يستطيع فإنه يصلي مستلقياً على ظهره و يرفع رأسه قليلاً حتى يتجه نحو القبلة فإن لم يستطع أن يتجه نحو القبلة صلى حيث كان و لا إعادة عليه . قد جاء في الحديث : " فإن لم تستطع فعلى جنب فإن لم تستطع فمستلقياً " رواه النسائي . و إذا صلى على جنبه أو صلى و هو مستلقي على ظهره ركع بالإيماء و سجد بالإيماء ثم يقرأ الفاتحة بعد أن يكبر تكبيرة الإحرام و إن شاء قرأ سورة بعد الفاتحة ثم يركع بالإيماء ثم يرفع رأسه قائلاً سمع الله لمن حمده ثم يسجد بالإيماء و هكذا يواصل صلاته و يتشهد و يسلم . فإن كان لا يستطيع أن يركع و يسجد بالإيماء كأمثال الذين يخرجون من العمليات و نحوهم فإنه يصلي بقلبه يقرأ بلسانه و إذا جاء موضع الركوع قال الله أكبر و نوى أنه ركع و يقول : سبحان ربي العظيم ثلاثاً ثم يقول سمع الله لمن حمده و ينوي أنه اعتدل ثم يقول الله أكبر ينوي أنه يسجد وهكذا يواصل صلاته , فانظروا حتى هذا لم تسقط عنه الصلاة مادام عقله ثابتاً يعي ما يقول .
و خلاصة القول أن المريض : o إذا كان لا يستطيع أن يصلي قائماً صلى جالساً . o و إذا كان لا يستطيع أن يصلي جالساً صلى على جنبه الأيمن . o إذا كان لا يستطيع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى على جنبه الأيسر . o إذا كان لا يستطيع أن يصلي على جنبه الأيسر صلى على ظهره مستلقياً القبلة . o إذا كان لا يستطيع أن يستقبل القبلة صلى و لو كان في غير اتجاه القبلة . o إذا كان لا يستطيع أن يسجد على الأرض سجد بالإيماء و ركع بالإيماء . o إذا كان لا يستطيع أن يسجد و يركع بالإيماء سجد و ركع بقلبه . o إذا كان لا يستطيع أن يتوضأ بالماء صلى بالتيمم . o إذا كان لا يستطيع أن يتيمم صلى و هو فاقد الطهورين – صلى على حاله – و الله يتقبل . و صلـــوا و سلـــموا ..............
| |
|